" فوائد لغوية وإعرابية "
قال السمين :
﴿ إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ﴾
قوله تعالى :﴿ فَلَهَا ﴾ : في اللامِ أوجهٌ : أحدُها : أنها بمعنى " على "، أي فعليها كقوله :

٣٠٣٠-...................... فَخَرَّ صريعاً لليدينِ وللفمِ
أي : على اليدين. والثاني : أنها بمعنى إلى. قال الطبري :" أي/ فإليها تَرْجِعُ الإِساءةُ ". الثالث : أنها على بابها، وإنما أتى بها دونه " على " للمقابلة في قوله :" لأنفسِكم " فأتى بها ازْدِواجاً. وهذه اللامُ يجوز أن تتعلَّقَ بفعلٍ مقدرٍ كما تقدَّم في قولِ الطبريِّ، وإمَّا بمحذوفٍ على أنها خبرٌ لمبتدأ محذوفٍ تقديرُه : فلها الإِساءةُ لا لغيرِها.
قوله :﴿ فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ الآخرة ﴾، أي : المرة الآخرة فَحُذِفَت " المرَّة " للدَّلالة عليها، وجوابُ الشرطِ محذوفٌ تقديرُه : بَعَثْناهم.
وقوله :﴿ لِيَسُوءُواْ وُجُوهَكُمْ ﴾ متعلقٌ بهذا الجوابِ المقدرِ. وقرأ ابن عامر وحمزة وأبو بكر " لِيَسُوْءَ " بالياءِ المفتوحةِ وهمزةٍ مفتوحةٍ آخرَ الفعل. والفاعلُ : إمَّا اللهُ تعالى، وإمَّا الوعدُ، وإمَّا البعثُ، وإمَّا النفيرُ. والكسائيُّ " لِنَسُوءَ " بنونِ العظمة، أي : لِنَسُوءَ نحن، وهو موافِقٌ لِما قبلَه مِنْ قولِه " بَعَثْنا عباداً لنا " و " رَدَدْنا " و " أَمْدَدْنا "، وما بعده من قوله :" عُدْنا " و " جَعَلْنا ".


الصفحة التالية
Icon