﴿ وَيُبَشّرُ المؤمنين ﴾ قرأ حمزة والكسائي ( يبشر ) بفتح الياء وضم الشين.
وقرأ الباقون بضم الياء وكسر الشين من التبشير أي : يبشر بما اشتمل عليه من الوعد بالخير آجلاً وعاجلاً للمؤمنين ﴿ الذين يَعْمَلُونَ الصالحات ﴾ التي أرشد إلى عملها القرآن ﴿ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ﴾ أي : بأنّ لهم.
﴿ وأَنَّ الذين لاَ يُؤْمِنُونَ بالآخرة ﴾ وأحكامها المبينة في القرآن ﴿ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً ﴾ وهو عذاب النار، وهذه الجملة معطوفة على جملة يبشر بتقدير : يخبر، أي : ويخبر بأن الذين لا يؤمنون بالآخرة ؛ وقيل : معطوفة على قوله :﴿ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ﴾، ويراد بالتبشير : مطلق الإخبار، أو يكون المراد منه معناه الحقيقي، ويكون الكلام مشتملاً على تبشير المؤمنين ببشارتين : الأولى : مالهم من الثواب، والثانية : ما لأعدائهم من العقاب.
﴿ وَيَدْعُ الإنسان بالشر ﴾ المراد بالإنسان هنا : الجنس، لوقوع هذا الدعاء من بعض أفراده، وهو دعاء الرجل على نفسه وولده عند الضجر بما لا يحب أن يستجاب له ﴿ دُعَاءهُ بالخير ﴾ أي : مثل دعائه لربه بالخير لنفسه ولأهله كطلب العافية والرزق ونحوهما، فلو استجاب الله دعاءه على نفسه بالشرّ هلك، لكنه لم يستجب تفضلاً منه ورحمة، ومثل ذلك ﴿ وَلَوْ يُعَجّلُ الله لِلنَّاسِ الشر استعجالهم بالخير ﴾ [ يونس : ١١ ].
وقد تقدّم ؛ وقيل : المراد بالإنسان هنا القائل هذه المقالة : هو الكافر يدعو لنفسه بالشرّ، وهو استعجال العذاب دعاءه بالخير كقول القائل :﴿ اللهم إِن كَانَ هذا هُوَ الحق مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مّنَ السماء أَوِ ائتنا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ [ الأنفال : ٣٢ ].


الصفحة التالية
Icon