فقلت :﴿ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَآ أَوْ أَخْطَأْنَا ﴾ [ البقرة : ٢٨٦ ] قال : قد رفعت الخطأ والنسيان عنك وعن أمتك وما استكرهوا عليه، قلت :﴿ رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ ﴾ [ البقرة : ٢٨٦ ] قال : قد فعلت ذلك بك وبأمتك. قلت ربنا ﴿ واعف عَنَّا ﴾ [ البقرة : ٢٨٦ ] من الخسف ﴿ واغفر لَنَا ﴾ [ البقرة : ٢٨٦ ] من القذف ﴿ وارحمنآ ﴾ [ البقرة : ٢٨٦ ] من المسخ ﴿ أَنتَ مَوْلاَنَا فانصرنا عَلَى القوم الكافرين ﴾ [ البقرة : ٢٨٦ ] قال : قد فعلت ذلك لك ولأُمتك، ثمّ قيل : لي سل.
فقلت : يارب إنك إتخذت إبراهيم خليلاً، وكلمت موسى تكليماً، ورفعت إدريس مكاناً علياً، وآتيت سليمان ملكاً عظيماً، وآتيت داود زبوراً، فمالي يارب؟
قال ربي : يا محمّد اتخذتك خليلي كما اتخذت إبراهيم خليلاً وكلمتك كما كلمت موسى تكليماً وأعطيتك فاتحة الكتاب وخواتيم البقرة وكانا من كنوز العرش ولم أعطها نبياً قبلك، وأرسلتك إلى أهل الأرض جميعاً أبيضهم وأسودهم وإنسهم وجنّهم ولم أرسل إلى جماعتهم نبياً قبلك وجعلت الارض كلها برّها وبحرها طهوراً ومسجداً لك ولأمتك وأطعمتك وأمتك الفيء ولم أطعمه أمة قبلهم ونصرتك بالرعب على عدوك مسيرة شهر، وأنزلت عليك سيد الكتب كلها ومهيمناً عليها قرآناً فرقناه ورفعت لك ذكرك فتذكر كلما ذكرت في شرائع ديني، وأعطيتك مكان التوراة المثاني ومكان الانجيل المبين ومكان الزبور الحواميم، وفضلتك بالمفصّل وشرحت لك صدرك ووضعت عنك وزرك وجعلت أمتك خير أمة أخرجت للناس وجعلهم أمة وسطاً وجعلتهم الأولين وهم الآخرون فخذ ما أتيتك وكن من الشاكرين ".