فثبت أن أول الأمر هو أن يصير مذموماً، وآخره أن يصير ملوماً، وأما الفرق بين المخذول وبين المدحور فهو أن المخذول عبارة عن الضعيف يقال : تخاذلت أعضاؤه أي ضعفت، وأما المدحور فهو المطرود.
والطرد عبارة عن الاستخفاف والإهانة قال تعالى :﴿وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً﴾ [ الفرقان : ٦٩ ] فكونه مخذولاً عبارة عن ترك إعانته وتفويضه إلى نفسه، وكونه مدحوراً عبارة عن إهانته والاستخفاف به، فثبت أن أول الأمر أن يصير مخذولاً، وآخره أن يصير مدحوراً، والله أعلم بمراده. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٢٠ صـ ١٦٩ ـ ١٧٢﴾