والحسن، وابن جبير أنهم قالوا : ما يكبر في صدورهم الموت فإنه ليس شيء أكبر في نفس ابن آدم من الموت، والمعنى لو كنتم مجسمين من نفس الموت لأعادكم فضلاً عن أصل لايضاد الحياة إن لم يقتضها، وإن كان اللفظ غير ظاهر فيه ﴿ فَسَيَقُولُونَ ﴾ لك :﴿ مَن يُعِيدُنَا ﴾ مع ما بيننا وبين الإعادة من مثل هذه المباعدة والمباينة ﴿ قُلْ ﴾ لهم تحقيقاً للحق وإزاحة للاستبعاد وإرشاداً إلى طريقة الاستدلال ﴿ الذى فَطَرَكُمْ ﴾ أي القادر العظيم الذي اخترعكم ﴿ أَوَّلَ مَرَّةٍ ﴾ منغير مثال يحتذيه ولا أسلوب ينتحيه وكنتم تراباً ما شم رائحة الحياة أليس الذي يقدر على ذلك بقادر على أن يفيض الحياة على العظام البالية ويعيدها إلى حالها المعهودة بلى إنه سبحانه على كل شيء قدير، والموصول مبتدأ خبره يعيدكم المحذوف لدلالة السؤال عليه أو قاعل به أو خبر مبتدأ محذوف على اختلاف في الأول كما فصل في محله.
و﴿ أَوَّلَ مَرَّةٍ ﴾ ظرف فطركم ﴿ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءوسِهِمُ ﴾ أي سيحر كونها نحوك استهزاء كما روى عن ابن عباس وأنشد عليه قول الشاعر :
أتنغض لي يوم الفخار وقد ترى...
خيولاً عليها كالأسود ضواريا
ومثله قول الآخر :
انغض نحوي رأسه وأقنعا...
كأنه يطلب شيئاً أطمعا


الصفحة التالية
Icon