وغيرهما عن ابن عمر قال : قال رسول الله ﷺ :" ليس على أهل لا إله إلا الله وحشة في قبورهم ولا في منشرهم وكأني باهل لا إله إلا الله ينفضون التراب عن رؤسهم ويقولون الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن " وفي رواية عن أنس مرفوعاً :" ليس على أهل لا إله إلا الله وحشة عند الموت ولا في القبور ولا في الحشر وكأني بأهل لا إله إلا الله قد خرجوا من قبورهم ينفضون رؤسهم من التراب يقولون الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن " وقيل : الخطاب للفريقين وكلهم يقولون : ما روى عن ابن جبير.
﴿ وَتَظُنُّونَ ﴾ الظاهر أنه عطف على ﴿ تستجيبون ﴾ وإليه ذهب الحوفي وغيره، وقال أبو البقاء : هو بتقدير مبتدأ والجملة في موضع الحال أي وأنتم تظنون ﴿ بَيْنَهُمْ إِن لَّبِثْتُمْ ﴾ أي ما لبثتم في القبور ﴿ إِلاَّ قَلِيلاً ﴾ كالذي مر على قرية أو ما لبثتم في الدينا كما روى غير واحد عن قتادة، وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما يستقلون لبثهم بين النفختين فإنه يزال عنهم العذاب في ذلك البين ولذا يقولون ﴿ مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا ﴾ [ يس : ٥٢ ] وقيل يستقلون لبثهم في عرصة القيامة لما أن عاقبة أمرهم الدخول إلى النار، وهذا في غاية البعد كما لا يخفى، والظن يحتمل أن يكون على بابه ويحتمل أن يكون بمعنى اليقين وهو معلق عن العمل بأن النافية وقل من ذكرها من أدوات التعليق قاله أبو حيان وانتصاب ﴿ قَلِيلاً ﴾ على أنه نعت لزمان محذوف أي إلا زماناً قليلاً، وجوز أن يكون نعتاً لمصدر محذوف أي لبثاً قليلاً ودلالة الفعل على مصدره دلالة قوية.
﴿ وَقُل لّعِبَادِى ﴾


الصفحة التالية
Icon