وجوز أن يكون نكرة غير علم ونكر ليفيد أنه بعض من الكتب الإلهية أو من مطلق الكتب ولا إشكال أيضاً في دخول أل عليه أي آتيناه زبوراً من الزبر وجوز أن يكون مختصاً بكتاب داود عليه السلام وليس بعلم بل من غلبة اسم الجنس وهو كالقرآن يطلق على المجموع وعلى الأجزاء، وتقدم إفادة التنكير للبعضية في قوله تعالى :﴿ لَيْلاً ﴾ [ الإسراء : ١ ] فيجوز أن يكون المراد هنا آتيناه بعضاً من الزبور فيه ذكره ﷺ، هذا ووجه ربط الآيات بما تقدم على هذا التفسير على مافي "الكشف" أنه تعالى لما أرشد نبيه ﷺ إلى جواب الكفار بجده في استهزائهم وتوقره في استخفافهم ليكون أغيظ لهم وأشجى لحلوقهم أرشده إلى أن يحمل أصحابه أيضاً على ذلك وأن يستنوا بسنته وعلل ذلك بما اعترض به من أن الشيطان ينزغه يحمل على المخاشنة فعلى العاقل الحازم أن لا يغتر بوساوسه كيف وقد تبين له أنه عدو مبين، وقوله تعالى :﴿ وَمَا أرسلناك عَلَيْهِمْ وَكِيلاً ﴾ [ الإسراء : ٥٤ ] متعلق بجميع السابق من قوله تعالى :﴿ قُلْ كُونُواْ ﴾ [ الإسراء : ٥٠ ] المشتمل على مجادلته بالتي هي أحسن ﴿ وَقُل لّعِبَادِى ﴾ [ الإسراء : ٥٣ ] المشتمل على حملهم عليها إلى قوله سبحانه :﴿ أَوْ أَن يَشَاء يُعَذّبُكُم ﴾ [ الإسراء : ٥٤ ] وقوله عز وجل :﴿ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ فِى السموات والأرض ﴾ [ الإسراء : ٥٥ ] من تتمة ﴿ إن تتبعون إِلاَّ رَجُلاً مَّسْحُورًا ﴾ [ الإسراء : ٤٧ ] فإنهم طعنوا فيه وحاشاه تارة بأنه شاعر ساحر مجنون وأخرى بنحو ﴿ لَوْلاَ نُزّلَ هذا القرءان على رَجُلٍ مّنَ القريتين عَظِيمٍ ﴾ [ الزخرف : ٣١ ] و﴿ لو كان خيراً ما سبقونا إليه ﴾ [ الأحقاف : ١١ ] فأجيب عن الأول بما أجيب وعن الثاني بقوله سبحانه :﴿ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ ﴾ ﴿ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ ﴾ وجوز أن يكون الخطاب في قوله تعالى :﴿ رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ ﴾ [ الإسراء : ٥٤ ] الخ


الصفحة التالية
Icon