والمقصود من كل ذلك إظهار اللين والرفق لهم عند الدعوة لأنه أقرب لحصول المقصود، ثم إنه تعالى عمم علمه بقوله :﴿ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ ﴾ الخ ويحسن على هذا ما روي عن ابن عباس وأخرجه ابن أبي حاتم عن ابن سيرين من تفسير ﴿ التى هِىَ أَحْسَنُ ﴾ [ الإسراء : ٥٣ ] بلا إله إلا الله ونقل ذلك ابن عطية عن فرقة من العلماء ثم قال : ويلزم عليه أن يراد بعبادي جميع الخلق لأن جميعهم مدعو إلى قول لا إله إلا الله ويجىء قوله سبحانه :﴿ إِنَّ الشيطان يَنزَغُ بَيْنَهُمْ ﴾ [ الإسراء : ٥٣ ] غير مناسب إلا على معنى ينزغ خلالهم وأثناءهم ويفسر النزغ بالوسوسة والإملا ولا يخفى أنه في حيز المنع، وما ذكر من الدليل لا يتم إلا إذا لم يكن للتخصيص نكتة، وهي ههنا ظاهرة ويكون قوله تعالى :﴿ قُلِ ادعوا الذين زَعَمْتُم مّن دُونِهِ ﴾ الخ كالاستدلال على حقية ما دعاهم إليه من التوحيد وربطه بما تقدم على ما ذكرناه أولاً لا أظنه يخفي. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ١٥ صـ ﴾