فالمراد أن المؤمن القوي أكثر في الخيرية. إذن: فكلمة: } فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَىا.. ﴿ [الإسراء: ٧٢] ليست وَصْفاً، وإنما تفضيل لعمى الآخرة على عمى الدنيا، أي أنه في الآخرة أشدّ عمىً.
وقوله تعالى: ﴾ وَأَضَلُّ سَبِيلاً ﴿ [الإسراء: ٧٢] ومعلوم أنه كان ضالاً في الدنيا، فكيف يكون أضلَّ في الآخرة؟
قالوا: لأن ضلاله في الدنيا كان يمكن تداركه بالرجوع إلى المنهج والعودة إلى الطريق السَّويّ، أما في الآخرة فضلاله لا يمكن تداركه، فقد انتهى وقت الاختيار، إذن: فضلالهُ في الآخرة أشدّ وأعظمُ من ضلاله في الدنيا. أ هـ {تفسير الشعراوى صـ ﴾