قال أبو علي الفارسي : ومعنى قوله :﴿ في الآخرة أعمى ﴾ أي : أشدُّ عمىً، لأنه كان في الدنيا يمكنه الخروج عن عَمَاهُ بالاستدلال، ولا سبيل له في الآخرة إِلى الخروج من عماه.
وقيل : معنى العمى في الآخرة : أنه لا يهتدي إِلى طريق الثواب، وهذا كلُّه من عمى القلب.
فإن قيل : لم قال :﴿ فهو في الآخرة أعمى ﴾ ولم يقل : أشدُّ عمىً، لأن العمى خِلْقة بمنزلة الحُمرة، والزُّرقة، والعرب تقول : ما أشدَّ سواد زيد، وما أبْيَنَ زرقة عمرو، وقلَّما يقولون : ما أسود زيداً، وما أزرق عمراً؟
فالجواب : أن المراد بهذا العمى عمى القلب، وذلك يتزايد ويحدث منه شيء بعد شيء، فيخالف الخِلَقَ اللاّزِمة التي لا تزيد، نحو عمى العين، والبياض، والحمرة، ذكره ابن الأنباري. أ هـ ﴿زاد المسير حـ ٥ صـ ﴾