وقيل : هو مجاز عن سحبهم على وجوههم على سرعة من قول العرب قدم القوم على وجوههم إذا أسرعوا.
والظاهر أن قوله ﴿ عمياً وبكماً وصماً ﴾ هو حقيقة وذلك عند قيامهم من قبورهم، ثم يرد الله إليهم أبصارهم وسمعهم ونطقهم فيرون النار ويسمعون زفيرها وينطقون بما حكى الله عنهم.
وقيل : هي استعارات إما لأنهم من الحيرة والذهول يشبهون أصحاب هذه الصفات، وإما من حيث لا يرون ما يسرهم ولا يسمعونه ولا ينطقون بحجة.
وقال الزمخشري : كما كانوا في الدنيا لا يستبصرون ولا ينطقون بالحق ويتصامّون عن سماعه فهم في الآخرة كذلك لا يبصرون ما يقرّ أعينهم ولا يسمعون ما يلذ أسماعهم ولا ينطقون بما يقبل منهم، ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى انتهى.
وهذا قول ابن عباس والحسن قالا المعنى ﴿ عمياً ﴾ عما يسرهم، ﴿ بكماً ﴾ عن التكلم بحجة ﴿ صماً ﴾ عما ينفعهم.
وقيل :﴿ عمياً ﴾ عن النظر إلى ما جعل الله لأوليائه، ﴿ بكماً ﴾ عن مخاطبة الله، ﴿ صماً ﴾ عما مدح الله به أولياءه، وانتصب ﴿ عمياً ﴾ وما بعده على الحال والعامل فيها ﴿ نحشرهم ﴾.
وقيل : يحصل لهم ذلك حقيقة عند قوله ﴿ قال اخسؤوا فيها ولا تكلمون ﴾ فعلى هذا تكون حالاً مقدرة لأن ذلك لم يكن مقارناً لهم وقت الحشر.