وفيه أن وجهه جعل أبي حيان من مفعول ﴿ يُضْلِلِ ﴾ كما نص عليه في البحر وكذا نص على أنها في الجملة الأولى مفعول ﴿ يَهْدِ ﴾ وحيئنذ ليس هناك ضمير مفرد محذوف كما لا يخفي فتفطن، وجوز كون الجملتين داخلتين في حيز ﴿ قُلْ ﴾ لمجيء ومن بالواو، وقوله تعالى :﴿ وَنَحْشُرُهُمْ ﴾ أوفق بالأول وفيه التفات من الغيبة إلى التكلم للإيدان بكمال الاعتناء بأمر الحشر، وعلى الاحتمال الثاني يجعل حكاية لما قاله الله تعالى له عليه الصلاة والسلام ﴿ يَوْمُ القيامة ﴾ حين يقومون من قبولهم ﴿ عَلَى وُجُوههمْ في موضع الحال من الضمير المنصوب أي كائنين عليها إما مشيئاً بأن يزحفون منكبين عليها ويشهد له ما أخرجه الشيخان وغيرهما عن أنس قال : قيل يا رسول الله كيف يحشر الناس على جوههم؟ قال الذي أمشاهم على أرجلهم قادر على أن يمشيهم على وجوههم، والمراد كيف يحشر هذا الجنس على الوجه لأن ذلك خاص بالكفار وغيرهم يحشر على وجه آخر.
فقد أخرج أبو داود.
والترمذي وحسنه وابن جرير وغيرهم عن أبي هريرة قال قال رسول الله ﷺ :" يحشر الناس يوم القيامة على ثلاثة أصناف صنف كمشاة أي على العادة وصنف ركبان وصنف على وجوههم قيل يا رسول الله وكيف يمشون على وجوههم؟ قال : إن الذي أمشاهم على أقدامهم قادر على أن يمشيهم على وجوههم أنهم يتقون بوجوههم كل حدب " وإما سحباً بأن تجرهم الملائكة منكبين عليها كقوله تعالى { يوم يسحبون في النار على وجوههم ﴾ [ القمر : ٤٨ ] ويشهد له ما أخرجه أحمد.
والنسائي.
والحاكم وصححه عن أبي ذر أنه تلا هذه الآية ﴿ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ القيامة على وُجُوهِهِمْ ﴾ الخ فقال : حدثني الصادق المصدوق ﷺ أن الناس يحشرون يوم القيامة على ثلاثة أفواج فوج طاعمين كاسين راكبين وفوج يمشون ويسعون وفوج تسحبهم الملائكة على وجوههم، وأخرج أحمد.
والنسائي.