ثم قال تعالى :﴿فَأَرَادَ أَن يَسْتَفِزَّهُم مّنَ الأرض﴾ يعني أراد فرعون أن يخرجهم يعني موسى وقومه بني إسرائيل، ومعنى تفسير الاستفزاز تقدم (١) في هذه السورة من الأرض يعني أرض مصر، قال الزجاج : لا يبعد أن يكون المراد من استفزازهم إخراجهم منهم بالقتل أو بالتنحية ثم قال :﴿فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ جَمِيعًا﴾ المعنى ما ذكره الله تعالى في قوله :﴿وَلاَ يَحِيقُ المكر السيىء إِلاَّ بِأَهْلِهِ﴾ [ فاطر : ٤٣ ] أراد فرعون أن يخرج موسى من أرض مصر لتخلص له تلك البلاد والله تعالى أهلك فرعون وجعل ملك مصر خالصة لموسى ولقومه وقال : لبني إسرائيل اسكنوا الأرض خالصة لكم خالية من عدوكم قال تعالى :﴿فَإِذَا جَاء وَعْدُ الأخرة﴾ يريد القيامة ﴿جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا﴾ من ها هنا وها هنا، واللفيف الجمع العظيم من أخلاط شتى من الشريف والدنيء والمطيع والعاصي والقوي والضعيف.
وكل شيء خلطته بشيء آخر فقد لففته، ومنه قيل لففت الجيوش إذا ضربت بعضها ببعض وقوله التفت الزحوف ومنه، ﴿التفت الساق بالساق﴾ [ القيامة : ٢٩ ] والمعنى جئنا بكم من قبوركم إلى المحشر أخلاطاً يعني جميع الخلق المسلم والكافر والبر والفاجر. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٢١ صـ ٥٣ ـ ٥٦﴾

(١) يريد تفسير معنى الاستفزاز فقلب، ولعلها حرفت إلى ما تراه.


الصفحة التالية
Icon