والرابع : المُهْلَك، رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس، وبه قال أبو عبيدة، وابن قتيبة.
قال الزجاج : يقال : ثُبر الرجل، فهو مثبور : إِذا أُهلك.
والخامس : الهالك، قاله مجاهد.
والسادس : الممنوع من الخير ؛ تقول العرب : ما ثبرك عن هذا، أي : ما منعك، قاله الفراء.
قوله تعالى :﴿ فأراد أن يستفزَّهم من الأرض ﴾ يعني : فرعون أراد أن يستفزَّ بني إِسرائيل من أرض مصر.
وفي معنى "يستفزَّهم" قولان.
أحدهما : يستأصلهم، قاله ابن عباس.
والثاني : يستخفّهم حتى يخرجوا، قاله ابن قتيبة.
وقال الزجاج : جائز أن يكون استفزازُهم إِخراجَهم منها بالقتل أو بالتنحية.
قال العلماء : وفي هذه الآية تنبيه على نصرة رسول الله ﷺ، لأنه لما خرج موسى فطلبه فرعون، هلك فرعون وملَك موسى، وكذلك أظهر الله نبيَّه بعد خروجه من مكة حتى رجع إِليها ظاهراً عليها.
قوله تعالى :﴿ وقلنا من بعده ﴾ أي : من بعد هلاك فرعون ﴿ لبني إِسرائيل اسكنوا الأرض ﴾ وفيها ثلاثة أقوال.
أحدها : فلسطين والأردنّ، قاله ابن عباس.
والثاني : أرضٌ وراء الصِّين، قاله مقاتل.
والثالث : أرض مصر والشام.
قوله تعالى :﴿ فإذا جاء وعد الآخرة ﴾ يعني : القيامة ﴿ جئنا بكم لفيفاً ﴾ أي : جميعاً، قاله ابن عباس، ومجاهد، وابن قتيبة.
وقال الفراء : لفيفاً، أي : مِنْ هاهنا ومِن هاهنا.
وقال الزجاج : اللفيف : الجماعات من قبائل شتى. أ هـ ﴿زاد المسير حـ ٥ صـ ﴾