وتعقبه في "الكشف" بقوله فيه : إن الحجر والطور ليسا من الآيات المذهوب بها إلى فرعون وقال تعالى :﴿ فى تسع آيات إلى فرعون وقومه ﴾ [ النمل : ١٢ ] وذكر سبحانه في هذه السورة ﴿ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنزَلَ هَؤُلاء ﴾ [ الإسراء : ١٠٢ ] والإشارة إلى الآيات ثم قال : والجواب جاز أن يكون التسع البينات بعضاً منها غير البعض من تلك التسع وليس في هذه الآية أن الكل لفرعون وقومه وأما الإشارة فإلى البعض بالضرورة لأن الكل إنما حصلت على التدريج وفلق البحر لم يكن في معرض التحدي بل عندما حق الهلاك اه، ولا يخلو عن ارتكاب خلاف الظاهر، وما روي عن ابن عباس أولاً لائح الوجه ما فيه أشكال ؛ ونسبه في "الكشاف" إلى الحسن وهو خلاف ما وجدناه في الكتب التي يعول عليها في أمثال ذلك، وروي أن عمر بن عبد العزيز عليه الرحمة سأل محمد بن كعب عن هذه الآيات فعد ما عد وذكر فيه الطمس فقال عمر : كيف يكون الفقيه إلا هكذا ثم قال : يا غلام أخرج ذلك الجراب فأخرجه فنفضه فإذا بيض مكسور بنصفين وجوز مكسور وفوم وحمص وعدس كلها حجارة هذا وظاهر بعض الأخبار يقتضي خلاف ذلك.
فقد أخرج أحمد.
والبيهقي.
والطبراني.
والنسائي.
وابن ماجه.
والترمذي وقال حسن صحيح.
والحاكم وقال صحيح لا نعرف له علة وخلق آخرون عن صفوان بن عسال "أن يهوديين قال : أحدهما لصاحبه انطلق بنا إلى هذا النبي نسأله فأتياه ﷺ فسألاه عن قول الله تعالى :﴿ وَلَقَدْ ءاتَيْنَا موسى تِسْعَ ءايات بَيّنَاتٍ ﴾ فقال عليه الصلاة والسلام : لا تشركوا بالله شيئاً ولا تزنوا ولا تقتلوا النفس التي حرم الله تعالى إلا بالحق ولا تسرقوا ولا تسحروا ولا تأكلوا الربا ولا تمشوا ببريء إلى سلطان ليقتله ولا تقذفوا محصنة ولا تفروا من الزحف".


الصفحة التالية
Icon