قال تعالى "إِنَّا جَعَلْنا ما عَلَى الْأَرْضِ" من الجبال والأودية والبحار والأنهار والنبات والأشجار والمعادن والحيوان "زِينَةً لَها" كما زينا السماء الدنيا بالكواكب المختلفة ليغتر أهلها بها وتأخذ قلوبهم زخارفها وذلك "لِنَبْلُوَهُمْ" نختبرهم ونمتحنهم "أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا" ٧ فيها وأزهد لما يعطى منها من غيره المنهمك في حبها لنظهر للناس ذلك وليعلموا من يميل إليها بكليته ممن يرغب عنها، وإلا فاللّه عالم بذلك قبل ذلك "وَإِنَّا لَجاعِلُونَ ما عَلَيْها" من الزينة بعد كمالها وتطاول أهلها "صَعِيداً" أرضا ملساء "جُرُزاً" ٨ يابسة بعد أن كانت خضراء زاهية ونفعل بأهلها كذلك بأن نسلبهم ما جمعوه منها حتى يأتوننا صفر اليدين خاسرين الدنيا والآخرة، راجع الآية ٩٤ من سورة الأنعام المارة، وقد أكدت الجملة بأن واللام إيذانا بتحقيق وقوعه وهو واقع لا محالة في الوقت المقدر لخراب الدنيا، راجع الآية ٢٥ من سورة يونس المارة.
مطلب قصة أهل الكهف ومن التوكل حمل الزاد والنفقة، وخطيب أهل الكهف :