قال تعالى "وَكَذلِكَ" مثل ما أمتناهم لحكمة أحييناهم لحكمة و"أَعْثَرْنا عَلَيْهِمْ" أطلعنا أهل المدينة عليهم لحكمة أيضا و"لِيَعْلَمُوا" أي الذين ينكرون البعث أشباه قومك يا سيد الرسل "أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ" بالبعث بعد الموت "وَأَنَّ السَّاعَةَ" المعينة لخراب الكون الدنيوي وظهور الأخروي حق "لا رَيْبَ فِيها" أيضا واذكر لقومك يا حبيبي "إِذْ يَتَنازَعُونَ" أهل المدينة الذين اطلعوا عليهم "بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ" وقت توفاهم اللّه من كيفية إخفائهم في الغار وإظهارهم، فاتفقوا بعد أن رأوهم رجعوا إلى كهفهم وماتوا فيه ثانيا "فَقالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْياناً" أي سدوا باب الكهف عليهم حتى يحفظوا من تطرق الناس إليهم، ولا حاجة لأن يعلم الغير مكانهم "رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ"
وعلمه كاف عن علم الناس "قالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلى أَمْرِهِمْ" أي حكام المدينة الملك وأعوانه الذين أسلموا عند ظهور آيتهم كما سنوضحه بعد في قصتهم "لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِداً" ٢١ وكان كذلك، ومن هنا استنبط جواز المحافظة على قبور الأنبياء والأولياء بالبناء عليها تخليدا لذكرهم، تدبر.