بتشديد الدال والنصب ٣٠ - ثم قال جل وعز ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا قال مجاهد أي ضياعا قال أبو جعفر وقيل إسرافا وقيل ندما وهذه الأقوال متقاربة وهو من الإفراط في الشئ والتجاوز فيه وبين هذا أن سفيان بن سعيد قال هو عيينه بن حصن
وقال غيره قال أنا أشرف مضر وأجلها فهذا هو التجاوز بعينه
وقال الفراء فرطا متروكا قد تركت فيه الطاعة ٣١ - ثم قال جل وعز وقل الحق من ربكم المعنى وقل الذي جئتكم به الحق الحق من ربكم ٣٢ - ثم قال جل وعز فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر هذا على التهديد ٣٣ - ثم قال جل وعز إنا أعتدنا للظالمين نارا أي جعلناها لهم عتادا والعتاد الثابت اللازم وهو مثل العدة ٣٤ - ثم قال جل وعز أحاط بهم سرادقها السرادق في اللغة كل شئ محيط بشئ
قيل أنه يراد به الدخان الذي يحيط بالكفار يوم القيامة وهو الذي ذكره الله في قوله سبحانه انطلقوا إلى ظل ذي ثلاث شعب ٣٥ - ثم قال جل وعز وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه روى هشيم عن عوف عن الحسن قال جاء قوم إلى عبد الله بن مسعود يسألونه عن المهل فأخذ فضة فاذابها عليه حتى انماعت ثم أذن لهم بالدخول فقال لهم هذا أشبه بالمهل
وروى إسرائيل عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال
المهل دردي الزيت وروى ابن أبى نجيح عن مجاهد قال المهل القيح والدم قال أبو جعفر وهذه الأقوال متقاربة وإنما هو ما تمهل وسكن وأكثر ما يستعمل لدردي أبي الزيت كما قال ابن عباس ٣٦ - ثم قال جل وعز يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا المعنى وساءت النار مرتفقا قال مجاهد أي مجتمعا وقال غيره أي مجلسا


الصفحة التالية
Icon