الخرق ثم قال للخضر قوم حملونا بغير أجر عمدت إلى سفينتهم فخرقتها لتغرق أهلها لقد فعلت أمرا هائلا عظيما قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا أي قال له الخضر ألم أخبرك من أول الأمر إنك لا تستطيع أن تصبر على ما ترى من صنيعي ذكره بلطف في مخالفته للشرط ١٠٩ - ثم قال جل وعز قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا معنى ترهقني تغشيني سنة أي عاملني باليسر لا بالعسر روى عن النبي (ص) أنه قال كانت الأولى من موسى نسيانا وجاء عصفور فوقع على حرف السفينة فنقر في البحر نقرة فقال له الخضر ما علمي وعلمك من علم الله تعالى إلا مثل ما نقص هذا العصفور من هذا البحر
١١٠ - وقوله جل وعز فانطلقا حتى إذا لقيا غلاما فقتله أي فقبل عذره وانطلقا بعد نزولهما من عمرو السفينة يمشيان فمرا بغلمان قبل يلعبون وفيهم غلام وضئ الوجه جميل الصورة فأمسكه الخضر واقتلع رأسه بيده ثم رماه في الأرض قال أقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا أي قال له موسى أقتلت نفسا طاهرة بريئة لم تذنب قط ولم تقتل نفسا حتى تقتل به لقد فعلت شيئا منكرا عظيما لا يمكن السكوت عنه قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا أي قال له الخضر ألم
أخبرك أنك لن تستطيع الصبر على ما ترى مني وقره في الأول ثم واجهة بكاف الخطاب بقوله لك لعدم العذر هنا ومعنى زكية أي بريئة لم ير ما يوجب قتلها وقال هنا نكرا أي منكرا فظيعا أنكر من الأمر الأول وهو أبلغ من قوله إمرا في الآية السابقة وهو منصوب على ضربين احدهما معناه أتيت شيئا نكرا


الصفحة التالية
Icon