يعملون في البحر يدل على أنهم كانوا يملكونها ألا ترى أن النبي (ص) قال من باع عبدا له مال فماله للبائع فليس قوله له مال مما يوجب أنه يملكه وهذا كثير جدا منه قول الله جل وعز وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت ومنه قولهم باب الدار وجل الدابة والأشياء تضاف إلى الأشياء ولا يوجب ذلك ملكا فأضيفت إليهم لأنهم كانوا يعملون فيها كما أضيف المال إلى العبد لأنه معه والاشتقاق يوجب ما قال أهل اللغة لأن مسكينا مأخوذ من السكون وهو عدم الحركة فكأنه بمنزلة الميت والفقير كأنه الذي كسر فقاره فقد بقيت له بقية
ويدل على هذا أيضا حديث النبي (ص) حدثنا أحمد بن منصور الحاسب قال حدثنا علي بن الجعد قال أنبأنا حماد ابن سلمة عن محمد بن زياد قال سمعت أبا هريره يقول سمعت أبا القاسم عليه السلام يقول إن المسكين ليس بالطواف الذي ترده التمرة والتمرتان والأكله والأكلتان ولكن المسكين
الذي لا يجد غنى يغنيه ويسأل الناس إلحافا ١١٦ - وقوله جل وعز وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا روى ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه قرأ وكان أمامهم ملك قال أبو جعفر في وراء ها هنا قولان أحدهما أنه بمعنى أمام والآخر أنه بمعنى خلف على بابه كأنه قال على
طريقهم إذا رجعوا والقول الأول أحسن لقراءة ابن عباس رحمه الله به وأن اللغة تجيزه لأن ما توارى عنك فهو وراء فهذا يقع لما كان أماما ثم قال يأخذ كل سفينه غصبا وقرأ عثمان رحمه الله كل سفينه صالحة غصبا ١١٧ - ثم قال جل وعز وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين روى ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه قرأ وكان أبواه مؤمنين وكان كافرا
وروى أبي بن كعب عن النبي (ص) قال طبع على الكفر فألقى على أبويه محبته ١١٨ - ثم قال جل وعز فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا فخشينا أن يرهقهما