قال لأن بعده قال أما من ظلم فسوف نعذبه ثم يرد إلى ربه فيعذبه عذابا نكرا فكيف يقول لربه ثم يرد إلى ربه وكيف يقول فسوف تعذبه والعبد لا يخاطب بهذا ولم يصح أن ذا
القرنين نبي فيقول الله قلنا يا ذا القرنين قال أبو جعفر وهذا موضع مشكل وليس بممتنع حذف القول والله أعلم بما أراد وروى معمر عن قتادة في قوله جل وعز فسوف نعذبه قال بالقتل ١٢٧ - وقوله جل وعز ثم يرد إلى ربه فيعذبه عذابا نكرا
لأن عذاب الآخرة أنكر من القتل ١٢٨ - ثم قال جل وعز وأما من آمن وعمل صالحا فله جزاء الحسنى قيل الحسنى ها هنا الجنة ويقرأ فله جزاء الحسنى أي الإحسان ١٢٩ - ثم قال جل وعز وسنقول له من أمرنا يسرا أي قولا جميلا ١٣٠ - وقوله جل وعز ثم اتبع سببا ويقرأ ثم أتبع بقطع الألف أي سببا من الأسباب التي تؤدية روى إلى أقطار الأرض قال الأصمعي يقال أتبعت القوم بقطع الألف أي لحقتهم
واتبعتهم بوصل الألف إذا مررت في آثارهم وإن لم تلحقهم ١٣١ - ثم قال جل وعز حتى إذا بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع
على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا أي ليس لهم بنيان ولا قمص قال الحسن إذا طلعت نزلوا الماء حتى تغرب فأما معنى كذلك فقيل فيه حكمهم كحكم الذين تغرب عليهم الشمس أي هم كأولئك ١٣٢ - وقوله جل وعز ثم اتبع سببا حتى إذا بلغ بين السدين ويقرأ السدين
وقد فرق بينهما أبو عمرو وجماعة من أهل اللغة فقال بعضهم السد ما كان من صنع الله والسد بالفتح ما كان من صنع الآدميين وقيل السد ما رأيته والسد ما ستر عينيك والصحيح في هذا ما قاله الكسائي أنهما لغتان بمعنى وإن زيد في هذا قيل السد المصدر والسد الأسم ١٣٣ - وقوله جل وعز قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض فهل نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننا وبينهم سدا ويقرأ خراجا
قال الفراء الخرج المصدر والخراج الاسم
وروى معمر عن قتادة خرجا قال عطية وكذلك هو في اللغة يقال لك عندي خرج أي عطية