فبين تعالى من حال الغافلين عن ذكر الله التابعين لهواهم أنهم مقصرون في مهماتهم معرضون عما وجب عليهم من التدبر في الآيات والتحفظ بمهمات الدنيا والآخرة، والحاصل أنه تعالى وصف أولئك الفقراء بالمواظبة على ذكر الله والإعراض عن غير ذكر الله فقال :﴿مَعَ الذين يَدْعُونَ رَبَّهُم بالغداة والعشى يُرِيدُونَ وَجْهَهُ﴾ ووصف هؤلاء الأغنياء بالإعراض عن ذكر الله تعالى والإقبال على غير الله وهو قوله :﴿أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ واتبع هَوَاهُ﴾ ثم أمر رسوله بمجالسة أولئك والمباعدة عن هؤلاء، روى أبو سعيد الخدري رضي الله عنه قال : كنت جالساً في عصابة من ضعفاء المهاجرين وإن بعضهم ليستر بعضاً من العرى وقارىء يقرأ القرآن فجاء رسول الله ﷺ فقال : ماذا كنتم تصنعون ؟ قلنا : يا رسول الله كان واحد يقرأ من كتاب الله ونحن نستمع، فقال عليه السلام :" الحمد لله الذي جعل من أمتي من أمرت إلى أن أصبر نفسي معهم " ثم جلس وسطنا وقال :" أبشروا يا صعاليك المهاجرين بالنور التام يوم القيامة، تدخلون الجنة قبل الأغنياء بمقدار خمسين ألف سنة ". (١) أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٢١ صـ ٩٧ ـ ١٠١﴾
________
(١) سنن أبى داود ﴿ ٣٦٦٦ ﴾ ولفظه " أبشروا يا معشر صعاليك المهاجرين بالنور التام يوم القيامة تدخلون الجنة قبل أغنياء الناس بنصف يوم وذاك خمسمائة سنة ".
قال الشيخ الألباني : ضعيف إلا جملة دخول الجنة فصحيحة
وعند أحمد برقم ﴿ ١١٦٢٢ ﴾ " أبشروا يا معشر الصعاليك تدخلون الجنة قبل الأغنياء بنصف يوم وذلك خمسمائة عام "
قال الشيخ شعيب الأرنؤوط : حديث حسن، إسناده ضعيف لجهالة العلاء بن بشير المزني.
وعند الطبرانى فى الأوسط برقم ﴿ ٨٨٦٦ ﴾
وعند أبى يعلى برقم ﴿ ١١٥١ ﴾


الصفحة التالية
Icon