، وروي عنه أيضاً عليه السلام من طريق أبي سعيد الخدري أنه قال " سرادق النار أربعة جدور، كتف عرض كل جدار مسيرة أربعين سنة "، وقوله عز وجل ﴿ يغاثوا ﴾ أي يكون لهم مقام الغوث وهذا نحو قول الشاعر :[ الوافر ]
تحية بينهم ضرب وجيع... أي القائم مقام التحية و" المهل " قال أبو سعيد عن النبي عليه السلام هو دردي الزيت إذا انتهى حده، وقالت فرقة هو كل مائع سخن حتى انتهى حره، وقال ابن مسعود وغيره هو كل ما أذيب من ذهب أو فضة أو رصاص أو نحو هذا من الفلز حتى يميع، وروي أن عبد الله بن مسعود أهديت إليه سقاية من ذهب أو فضة فأمر بها فأذيبت حتى تميعت وتلونت ألواناً ثم دعا من ببابه من أهل الكوفة، فقال ما رأيت في الدنيا شيئاً أدنى شبهاً " بالمهل " من هذا، يريد أدنى شبهاً بشراب أهل النار، وقالت فرقة " المهل " : الصديد والدم إذا اختلطا، ومنه قول أبي بكر الصديق في الكفن :" إنما هو للمهلة "، يريد لما يسيل من الميت في قبره، ويقوى هذا بقوله ﴿ ويسقى من ماء صديد ﴾ [ إبراهيم : ١٦ ] الآية. وقوله ﴿ يشوي الوجوه ﴾ روي في معناه عن النبي ﷺ أنه قال " تقرب الشربة من الكافر، فإذا دنت منه تكرهها، فإذا دنت أكثر شوت وجهه، وسقطت فيها فروة وجهه، وإذا شرب تقطعت أمعاؤه " و" المرتفق "، الشيء الذي يرتفق به أي يطلب رفقه، و" المرتفق " الذي هو المتكأ أخص من هذا الذي في الآية، لأنه في شيء واحد من معنى الرفق، على أن الطبري قد فسر الآية به، والأظهر عندي أن يكون " المرتفق " بمعنى الشيء الذي يطلب رفقه باتكاء وغيره، وقال مجاهد " المرتفق " المجتمع كأنه ذهب بها إلى موضع الرفاقة، ومنه الرفقة، وهذا كله راجع إلى الرفق، وأنكر الطبري أن يعرف لقول مجاهد معنى، والقول بين الوجه، والله المعين. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٣ صـ ﴾