﴿ إِنَّ الذين ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً ﴾، أي لا نبطل ثواب من أحسن عملاً في الآخرة : ثم بيّن ثوابهم فقال :﴿ أُوْلَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ ﴾، العدن الإقامة ؛ ويقال : العدن بطنان الجنة وهي وسطها ﴿ تَجْرِى مِن تَحْتِهِمُ الأنهار يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مّن سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ ﴾، السندس ما لطف من الديباج، والاستبرق ما ثخن من الديباج ؛ وقال القتبي : يقول قوم : هو فارسي معرب، أصله استبرك، وقال الزجاج في قوله :﴿ إِنَّ الذين ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات ﴾ : يجوز أن يكون خبره :﴿ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً ﴾، كأنه يقول : إنا لا نضيع أجرهم، ويحتمل أن يكون الجواب قوله :﴿ أُوْلَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ ﴾ ويجوز أن يكون جوابه لم يذكر، وقد بيَّن ثواب من أحسن عملاً في موضع آخر، وهو قوله :﴿ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً ﴾ وقوله ﴿ أَسَاوِرَ ﴾ جمع أسورة، واحدها سوار والأسورة جمع الجمع.
﴿ مُّتَّكِئِينَ فِيهَا على الأرائك ﴾، أي على السرر في الحجال، ولا يكون أريكة إلا إذا اجتمعا السرير والحجلة.
﴿ نِعْمَ الثواب ﴾ الجنة، ﴿ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً ﴾، أي منزلاً في الجنة قُرناؤهم الأنبياء والصالحون. أ هـ ﴿بحر العلوم حـ ٢ صـ ٣٣٤ ـ ٣٤٦﴾