فصل
قال الفخر :
﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا (٣٠) ﴾
اعلم أنه تعالى لما ذكر وعيد المبطلين أردفه بوعد المحقين وفي الآية مسائل :
المسألة الأولى :
قوله :﴿إِنَّ الذين ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات﴾ يدل على أن العمل الصالح مغاير للإيمان لأن العطف يوجب المغايرة.
المسألة الثانية :
قوله :﴿إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً﴾ ظاهره يقتضي أنه يستوجب المؤمن بحسن عمله على الله أجراً، وعند أصحابنا ذلك الاستيجاب حصل بحكم الوعد وعند المعتزلة لذات الفعل وهو باطل لأن نعم الله كثيرة وهي موجبة للشكر والعبودية فلا يصير الشكر والعبودية موجبين لثواب آخر لأن أداء الواجب لا يوجب شيئاً آخر.
المسألة الثالثة :
نظير قوله :﴿إِنَّ الذين ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات﴾ الخ قول الشاعر :
إن الخليفة إن الله سربله.. سربال ملك به ترجى الخواتيم
كرر أن تأكيداً للأعمال والجزاء عليها.
المسألة الرابعة :