فقال لهم :"ممّ تضحكون من جاهل يسأل عالماً" فجلس يسيراً أو قليلاً فقال رسول الله ﷺ : أين السائل عن ثياب الجنة؟ فقال : ها هو ذا يا رسول الله ؛ قال لا بل تشّقق عنها ثمر الجنة " قالها ثلاثاً.
وقال أبو هريرة : دار المؤمن درّة مجوّفة في وسطها شجرة تنبت الحُلَل ويأخذ بأصبعه أو قال بأصبعيه سبعين حُلّة منظمة بالدرّ والمَرْجان.
ذكره يحيى بن سلام في تفسيره وابن المبارك في رقائقه.
وقد ذكرنا إسناده في كتاب التذكرة.
وذُكر في الحديث أنه يكون على كل واحد منهم الحلة لها وجهان لكل وجه لون، يتكلمان بصوت يستحسنه سامعه، يقول أحد الوجهين للآخر : أنا أكرم على وَلِيّ الله منك، أنا ألِي جسده وأنت لا تلِي.
ويقول الآخر : أنا أكرم على ولِيّ الله منك، أنا أبصر وجهه وأنت لا تبصر.
قوله تعالى :﴿ مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأرآئك ﴾ "الأرائك" جمع أَرِيكة، وهي السرر في الحجال.
وقيل الفرش في الحجِال ؛ قاله الزجاج.
ابن عباس : هي الأسرّة من ذهب، وهي مكلّلة بالدُّر والياقوت عليها الحجِال، الأريكة ما بين صنعاء إلى أيْلة وما بين عدن إلى الجابية.
وأصل متكئين مُوْتَكئين، وكذلك أتكأ أصله أوتكأ، وأصل التُّكَأة وُكَأة ؛ ومنه التوكّأ للتحامل على الشيء، فقلبت الواو تاء وأدغمت.
ورجل وُكَأة كثير الاتّكاء.
﴿ نِعْمَ الثواب وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً ﴾ يعني الجنات، عكس "وساءت مرتفقا".
وقد تقدّم.
ولو كان "نِعْمَتْ" لجاز لأنه اسم للجنة.
وعلى هذا "وحسنت مرتفقا".