وحكى الفراء " يحلون " بفتح الياء وسكون الحاء وفتح اللام، يقال : حليت المرأة تحلى فهي حالية : إذا لبست الحليّ ﴿ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مّن سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ ﴾ قال الكسائي : السندس : الرقيق، واحده سندسة، والإستبرق : ما ثخن وكذا قال المفسرون، وقيل : الإستبرق : هو الديباج كما قال الشاعر :
وإستبرق الديباج طوراً لباسها... وقيل : هو المنسوج بالذهب.
قال القتيبي : هو فارسيّ معرّب.
قال الجوهري : وتصغيره أبيرق، وخصّ الأخضر لأنه الموافق للبصر، ولكونه أحسن الألوان ﴿ مُّتَّكِئِينَ فِيهَا على الأرائك ﴾ قال الزجاج : الأرائك : جمع أريكة، وهي السرر في الحجال، وقيل : هي أسرة من ذهب مكللة بالدرّ والياقوت، وأصل اتكأ : اوتكأ، وأصل متكئين : موتكئين، والاتكاء : التحامل على الشيء ﴿ نِعْمَ الثواب ﴾ ذلك الذي أثابهم الله به ﴿ وَحَسُنَتْ ﴾ تلك الأرائك ﴿ مُرْتَفَقًا ﴾ أي متكأً وقد تقدّم قريباً.
وقد أخرج ابن أبي شيبة، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله :﴿ مُلْتَحَدًا ﴾ قال : ملتجأً.
وأخرج ابن مردويه، وأبو نعيم في الحلية، والبيهقي في الشعب عن سلمان قال : جاءت المؤلفة قلوبهم : عيينة بن بدر، والأقرع بن حابس فقالوا : يا رسول الله لو جلست في صدر المجلس وتغيبت عن هؤلاء وأرواح جبابهم، يعنون : سلمان وأبا ذر وفقراء المسلمين وكانت عليهم جباب الصوف، جالسناك وحادثناك وأخذنا عنك، فأنزل الله ﴿ واتل مَا أُوْحِىَ إِلَيْكَ ﴾ إلى قوله :﴿ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا ﴾، زاد أبو الشيخ عن سلمان :


الصفحة التالية
Icon