والوجه الثالث : المعنى هنالك الولاية لله ينصر بها أولياءه المؤمنين على الكفرة وينتقم لهم ويشفي صدورهم من أعدائهم يعني أنه تعالى نصر بما فعل بالكافر أخاه المؤمن وصدق قوله في قوله :﴿فعسى رَبّى أَن يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مّن جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِّنَ السماء﴾ ويعضده قوله :﴿هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عقبى﴾ أي لأوليائه.
والوجه الرابع : أن قوله هنالك إشارة إلى الدار الآخرة أي في تلك الدار الآخرة الولاية لله كقوله لمن الملك اليوم لله ثم قال تعالى :﴿هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا﴾ أي في الآخرة لمن آمن به والتجأ إليه :﴿وَخَيْرٌ عقبى﴾ أي هو خير عاقبة لمن رجاه وعمل لوجهه وقد ذكرنا أنه قرىء عقبى بضم القاف وسكونها وعقبى على فعلى وكلها بمعنى العاقبة. (١) أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٢١ صـ ١٠٩ ـ ١١٠﴾