وقال بعض المفسرين : هي حكاية عن قول الكافر هذه القالة في الآخرة، ولما افتخر بكثرة ماله وعزة نفره أخبر تعالى أنه لم تكن ﴿ له فئة ﴾ أي جماعة تنصره ولا كان هو منتصراً بنفسه، وجمع الضمير في ﴿ ينصرونه ﴾ على المعنى كما أفرده على اللفظ في قوله ﴿ فئة تقاتل في سبيل الله ﴾ واحتمل النفي أن يكون منسحباً على القيد فقط، أي له فئة لكنه لا يقدر على نصره.
وأن يكون منسحباً على القيد، والمراد انتفاؤه لانتفاء ما هو وصف له أي لا فئة فلا نصر وما كان منتصراً بقوة عن انتقام الله.
وقرأ الأخوان ومجاهد وابن وثاب والأعمش وطلحة وأيوب وخلف وأبو عبيد وابن سعدان وابن عيسى الأصبهاني وابن جرير ولم يكن بالياء لأن تأنيث الفئة مجاز.
وقرأ باقي السبعة والحسن وأبو جعفر وشيبة بالتاء.
وقرأ ابن أبي عبلة ﴿ فئة ﴾ تنصره على اللفظ والحقيقة في هنالك أن يكون ظرف مكان للبعد، فالظاهر أنه أشير به لدار الآخرة أي في تلك الدار الولاية لله كقوله ﴿ لمن الملك اليوم ﴾ قيل : لما نفى عنه الفئة الناصرة في الدنيا نفى عنه أن ينتصر في الآخرة، فقال ﴿ وما كان منتصراً هنالك ﴾ أي في الدار الآخرة، فيكون ﴿ هنالك ﴾ معمولاً لقوله ﴿ منتصراً ﴾.
وقال الزجّاج : أي ﴿ وما كان منتصراً ﴾ في تلك الحال و﴿ الولاية لله ﴾ على هذا مبتدأ وخبر.
وقيل :﴿ هنالك الولاية لله ﴾ مبتدأ وخبر، والوقف على قوله ﴿ منتصراً ﴾.
وقرأ الأخوان والأعمش وابن وثاب وشيبة وابن غزوان عن طلحة وخلف وابن سعدان وابن عيسى الأصبهاني وابن جرير ﴿ الولاية ﴾ بكسر الواو وهي بمعنى الرئاسة والرعاية.
وقرأ باقي السبعة بفتحها بمعنى الموالاة والصلة.
وحُكِي عن أبي عمرو والأصمعي أن كسر الواو هنا لحن لأن فعالة إنما تجيء فيما كان صنعة أو معنى متقلداً وليس هنالك تولي أمور.