فكانت الجنتان أرضاً جامعة لخير الفواكه وأفضل الأقوات، وعمارتهما متواصلة متشابكة لم يتوسطها ما يقطعها ويفصل بينها، مع سعة الأطراف، وتباعد الأكناف، وحسن الهيئات والأوصاف.
ولما كان الشجر قد يكون فاسداً من جهة أرضه، نفى ذلك بقوله تعالى ؛ جواباً لمن كأنه قال : ما حال أرضهما المنتج لزكاء ثمرهما؟ :﴿كلتا﴾ أي كل واحدة من ﴿الجنتين﴾ المذكورتين ﴿ءاتت أكلها﴾ أي ما يطلب منها ويؤكل من ثمر وحب، كاملاً غير منسوب شيء منهما إلى نقص ولا رداءة، وهو معنى :﴿ولم تظلم﴾ أي تنقص حساً ولا معنى كمن يضع الشيء في غير موضعه ﴿منه شيئاً ﴾.