قال وقال الدّارانِيّ : إن لإبليس شيطاناً يقال له المتقاضي، يتقاضى ابن آدم فيخبر بعمل كان عمله في السرّ منذ عشرين سنة، فيحدّث به في العلانية.
قال ابن عطية : وهذا وما جانسه مما لم يأت به سند صحيح، وقد طوّل النقاش في هذا المعنى وجلب حكايات تبعد عن الصحة، ولم يمرّ بي في هذا صحيح إلا ما كان في كتاب مسلم من : أن للصلاة شيطاناً يسمى خُنْزب.
وذكر الترمذي : أن للوضوء شيطاناً يسمى الولهان.
قلت : أما ما ذُكر من التعيين في الاسم فصحيح ؛ وأما أن له أتباعاً وأعواناً وجنوداً فمقطوع به، وقد ذكرنا الحديث الصحيح في أن له أولاداً من صلبه، كما قال مجاهد وغيره.
وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن مسعود قال : إن الشيطان ليتمثل في صورة الرجل فيأتي القوم فيحدّثهم بالحديث من الكذب فيتفرّقون فيقول الرجل منهم سمعت رجلاً أعرف وجهه ولا أدري ما اسمه يحدّث.
وفي مسند البَزّار " عن سلمان الفارسي قال قال النبيّ ﷺ : لا تكونن إن استطعت أوّل من يدخل السوق ولا آخر من يخرج منها فإنها معركة الشيطان وبها ينصِب رايته " وفي مسند أحمد بن حنبل قال : أنبأنا عبد الله بن المبارك قال حدّثنا سفيان عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السُّلَمِيّ عن أبي موسى الأشعري قال : إذا أصبح إبليس بثّ جنوده فيقول من أضل مسلماً ألبستُه التاج قال فيقول له القائل لم أزل بفلان حتى طلّق زوجته، قال : يوشِك أن يتزوّج.
ويقول آخر : لم أزل بفلان حتى عَقّ ؛ قال : يوشِك أن يَبَرّ.
قال ويقول القائل : لم أزل بفلان حتى شَرِب ؛ قال : أنت! قال ويقول : لم أزل بفلان حتى زنى ؛ قال : أنت! قال ويقول : لم أزل بفلان حتى قتل ؛ قال : أنت أنت! وفي صحيح مسلم عن جابر قال قال رسول الله ﷺ :


الصفحة التالية
Icon