" فوائد لغوية وإعرابية "
قال السمين :
﴿ أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ ﴾
قوله :﴿ لِمَسَاكِينَ ﴾ : العامَّةُ على تخفيفِ السِّين، جمعَ " مِسْكين ". وقرأ عليَّ أميرُ المؤمنين - كرَّم الله وجهَه - بتشديدِها جمع " مَسَّاك ". وفيه قولان، أحدُهما : أنه الذي يُمْسِك سكان السفينة. وفيه بعضُ مناسبة. والثاني : أنه الذي يَدْبَغُ المُسُوك جمعَ " مَسْك " بفتح الميم وهي الجُلود. وهذا بعيدٌ، لقولِه ﴿ يَعْمَلُونَ فِي البحر ﴾. ولا أظنُّها إلا تحريفاً على أمير المؤمنين. و " يَعْملون " صفةٌ لمساكين.
قوله :﴿ وَرَآءَهُم مَّلِكٌ ﴾ " وراء " هنا قيل : يُراد بها المكانُ. وقيلَ : الزمانُ. واخْتُلِف/ أيضاً فيها : هل هي على حقيقتِها أو بمعنى أمام؟ وأنشدوا على هذا الثاني :
٣١٨٩- اليس ورائي أَنْ أَدِبَّ على العَصا | فَيَأْمَنَ أعدائي ويَسْأَمَني أَهْلي |
وقولَ لبيد :٣١٩٠- أليس ورائي إنْ تراخَتْ مَنِيَّتي | لُزومُ العَصا تُحْنَى عليها الأصابعُ |
وقول سَوَّار بن المُضَرِّبِ السَّعْدي :
٣١٩١- أَيَرْجُو بنو مروانَ سَمْعي وطاعتي | وقومي تميمٌ والفلاةُ ورائيا |
ومثله قولُه تعالى :
﴿ مِّن وَرَآئِهِ جَهَنَّمُ ﴾ [ إبراهيم : ١٦ ]، أي : بين يديه.