﴿ قَالَ مَا مَكَّنّى ﴾ بالإدغام وقرىء بالفك، أي ما مكّنني ﴿ فِيهِ رَبّى ﴾ وجعلني فيه مكيناً وقادراً من المُلك والمال وسائرِ الأسباب ﴿ خَيْرٌ ﴾ أي مما تريدون أن تبذُلوه إليّ من الخَرْج فلا حاجة بي إليه ﴿ فَأَعِينُونِى بِقُوَّةٍ ﴾ أي بفَعَلة وصُنّاع يُحسنون البناءَ والعمل وبآلات لا بد منها من البناء، والفاءُ لتفريع الأمر بالإعانة على خيرية ما مكّنه الله تعالى فيه من مالهم أو على عدم قَبولِ خَرْجهم ﴿ أَجَعَلَ ﴾ جواب للأمر ﴿ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ ﴾ تقديمُ إضافةِ الظرف إلى ضمير المخاطبين على إضافته إلى ضمير يأجوج ومأجوج، لإظهار كمالِ العناية بمصالحهم كما راعَوْه في قولهم : بيننا وبينهم ﴿ رَدْمًا ﴾ أي حاجزاً حصيناً وبرزخاً متيناً وهو أكبرُ من السدّ وأوثقُ، يقال : ثوبٌ مُرَدّم أي فيه رِقاع فوق رِقاعٍ وهذا إسعافٌ بمرامهم فوق ما يرجونه. أ هـ ﴿تفسير أبى السعود حـ ٥ صـ ﴾