وقال القاسمى :
﴿ حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ ﴾
قرئ بفتح السين وضمها. أي : بين الجبلين اللذين سدّ ما بينهما :﴿ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْماً ﴾ أي : من ورائهما أمة من الناس :﴿ لا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً ﴾ لكون لغتهم غريبة مجهولة، ولقلة فطنتهم.
﴿ قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ ﴾ أي : في أرضنا بالقتل والإضرار :﴿ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً ﴾ أي : جعلاً نخرجه من أموالنا. وقرئ خراجاً وهو بمعناه :﴿ عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدّاً ﴾ أي : حاجزاً يمنع خروجهم علينا.
﴿ قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ ﴾ أي ما جعلني فيه مكيناً من المال والمُلك، أجلُّ مما تريدون بذله. فلا حاجة بي إليه :﴿ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ ﴾ أي : بعَمَلَةٍِ وصنَّاع وآلات :﴿ أَجْعَلْ بَيْنَكمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً ﴾ أي : حاجزاً حصيناً. وأصل معنى الردم سد الثلمة بالحجارة ونحوها. أ هـ ﴿محاسن التأويل حـ ١١ صـ ٧٠ ـ ٧١﴾


الصفحة التالية
Icon