وقرأ الجمهور ﴿ ياجوج وماجوج ﴾ كلتيهما بألف بعد التحتية بدون همز، وقرأه عاصم بالهمز.
واختلف المفسرون في أنه اسم عربي أو معرّب، وغالب ظني أنه اسم وضعه القرآن حاكى به معناه في لغة تلك الأمة المناسب لحال مجتمعهم فاشتق لهما من مادة الأج، وهو الخلط، إذ قد علمت أن تلك الأمة كانت أخلاطاً من أصناف.
والاستفهام في قوله ﴿ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ ﴾، مستعمل في العَرض.
والخرْج : المال الذي يدفع للملك.
وهو بفتح الخاء المعجمة وسكون الراء في قراءة الجمهور.
ويقال فيه الخراج بألف بعد الراء، وكذلك قرأه حمزة، والكسائي، وخلف.
وقرأ الجمهور ﴿ سُدًّا بضم السين وقرأه ابن كثير، وأبو عمرو، وحفص، وحمزة، والكسائي، وخلف بفتح السين.
وقوله ما مكَّنّي فِيه ربِّي خيرٌ ﴾ أي ما آتاني الله من المال والقوة خير من الخراج الذي عرضتموه أو خير من السد الذي سألتموه، أي ما مكنني فيه ربي يأتي بخير مما سألتم، فإنه لاح له أنه إن سد عليهم المرور من بين الصدفين تحيلوا فتسلقوا الجبال ودخلوا بلاد الصين، فأراد أن يبني سُوراً ممتداً على الجبال في طول حدود البلاد حتى يتعذّر عليهم تسلق تلك الجبال، ولذلك سمّاه رَدْماً.
والردم : البناء المردّم.
شبه بالثوب المردّم المؤتلف من رقاع فوق رقاع، أي سُداً مضاعفاً.
ولعله بَنى جدارين متباعدين وردم الفراغ الذي بينهما بالتُراب المخلوط ليتعذر نقبه.
ولما كان ذلك يستدعي عملة كثيرين قال لهم :﴿ فأعينوني بقوة ﴾ أي بقوّة الأبدان، أراد تسخيرهم للعمل لدفع الضر عنهم.
وقد بنى ذو القرنين وهو ( تْسين شي هوانق تِي ) سلطان الصين هذا الردم بناء عجيباً في القرن الثالث قبل المسيح وكان يعمل فيه ملايين من الخَدمَة، فجعل طوله ثلاثة آلاف وثلاثمائة كيلومتر.