" فوائد لغوية وإعرابية "
قال السمين :
﴿ حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا (٩٣) ﴾
قوله :﴿ يَفْقَهُونَ ﴾ : قرأ الأخَوان بضمِّ الياء وكسرِ القافِ مِنْ أَقْفَهَ غيرَه، فالمفعولُ محذوفٌ، أي : لا يُفْقهون غيرهم قولاً. والباقون بفتحها، أي : لا يَفْهمون كلامَ غيرِهم، وهو بمعنى الأول. وقيل : ليس بمتلازِمٍ ؛ إذ قد يَفْقَهُ الإِنسانُ قولَ غيرِه ولا يَفْقَه غيرُه قولَه. وبالعكس.
قوله :﴿ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ ﴾ : قرأ عاصمٌ بالهمزة الساكنة، والباقون بألفٍ صريحة. واخْتُلِف في ذلك فقيل : هما أعجميان. لا اشتقاقَ لهما ومُنعا من الصرف للعلَميَّة والعُجْمة. ويحتمل أَنْ تكونَ الهمزةُ أصلاً والألفُ بدلٌ عنها، أو بالعكسِ ؛ لأنَّ العربَ تتلاعب بالأسماءِ الأعجمية. وقيل : بل هما عربيَّان واختلفوا في اشتقاقِهما : فقيل : اشتقاقُهما مِنْ أَجيج النار وهو التهابُها وشِدَّةُ تَوَقُّدِها. وقيل : مِنَ الأَجَّة. وهو الاختلاطُ أو شدةُ الحَرِّ. وقيل : من الأجِّ، وهو سُرْعةُ العَدْوِ. ومنه قوله :
٣١٩٧-......................... | تؤجُّ كما أجَّ الظَّليمُ المُنَفَّرُ |