ولما كان هذا أمراً مستعظماً خارقاً للعادة، علله بقوله :﴿وكان وعد ربي﴾ الذي وعد به في خروج يأجوج ومأجوج واختراقهم الأرض وإفسادهم لها ثم قيام الساعة ﴿حقاً﴾ كائناً لا محالة، فلذلك أعان على هدمه، وعن قتادة قال :" ذكر لنا أن رجلاً - وفي رواية : عن رجل من أهل المدينة قال : يا رسول الله! قد رأيت سد يأجوج ومأجوج، قال انعته لي، قال : كالبرد المحبر : طريقة سوداء وطريقة حمراء، وفي وراية : طريقة حمراء من حديد وطريقة سوداء من نحاس، وفي رواية أنه قال : انتهيت إلى أرض ليس لهم إلا الحديد يعملونه " - رواه الطبري وابن أبي عمر والطبراني في مسند الشاميين وابن مردويه عنه والبزار من وجه آخر من طريق أبي بكرة ـ رضى الله عنهم ـ - ذكر ذلك شيخنا ابن حجر في تخريج أحاديث الكشاف، وفي حديث فتح الباب من سيرة الحافظ أبي الربيع بن سالم الكلاعي وشيخه ابن حبيش - وكان أمير تلك الجيوش التي بها عبد الرحمن بن ربيعة في أيام عمر ـ رضى الله عنهم ـ - ما نصه : وحدث مطر بن ثلج التميمي قال : دخلت على عبد الرحمن بن ربيعة بالباب وشهربراز عنده - يعني : وكان ملك الباب من جهة آل كسرى فأقبل رجل عليه شحوبة حتى جلس إلى شهربراز فتساءلا، ثم إن شهربراز قال لعبد الرحمن : أيها الأمير! أتدري من أين جاء هذا الرجل؟ إني بعثته منذ سنين نحو السد لينظر لي ما حاله ومن دونه، وزودته مالاً عظيماً، وكتبت له إلى من يليني وأهديت له وسألته أن يكتب إلى من وراءه، وزودته لكل ملك هدية، ففعل ذلك بكل ملك بيني وبينه حتى انتهى إلى الملك الذي السد في ظهر أرضه، فكتب له إلى عامله على ذلك البلد، فأتاه فبعث معه بازياره ومعه عقابه، فذكر أنه أحسن إلى البازيار، قال : فتشكر لي البازيار فلما انتهينا إذا جبلان بينهما سد مسدود حتى ارتفع على الجبلين بعد ما استوى بهما، وإذا دون السد خندق أشد سواداً من الليل لبعده، فنظرت إلى ذلك وتفرست فيه، ثم