وقال أبو حيان فى الآيات السابقة :
﴿ ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (٩٢) حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا (٩٣) ﴾
السد الحاجز والحائل بين الشيئين، ويقال بالضم وبالفتح.
الردم : السد.
وقيل : الردم أكبر من السد لأن الردم ما جعل بعضه على بعض، يقال : ثوب مردّم إذا كان قد رقع رقعة فوق رقعة.
وقيل : سد الخلل، قال عنترة :
هل غادر الشعراء من متردم...
أي خلل في المعاني فيسد ردماً.
الزبرة : القطعة وأصله الاجتماع، ومنه زبرة الأسد لما اجتمع على كاهله من الشعر، وزبرت الكتاب جمعت حروفه.
الصدفان جانبا الجبل إذا تحاذيا لتقاربهما أو لتلاقيهما قاله الأزهري، ويقال : صدف بضمهما وبفتحهما وبضم الصاد وسكون الدال وعكسه.
قال بعض اللغويين : وفتحهما لغة تميم وضمهما لغة حمير.
وقال أبو عبيدة : الصدف كل بناء عظيم مرتفع.
القطر النحاس المذاب في قول الأكثرين.
وقيل : الحديد المذاب.
وقيل : الرصاص المذاب.
النقب مصدر نقب أي حفر وقطع.
الغطاء معروف وجمعه أغطية، وهو من غطى إذا ستر.
﴿ ثم أتبع سبباً ﴾.
﴿ سبباً ﴾ أي طريقاً أو مسيراً موصلاً إلى الشمال فإن ﴿ السدّين ﴾ هناك.
قال وهب : السدّان جبلان منيفان في السماء من ورائهما ومن أمامهما البلدان، وهما بمنقطع أرض الترك مما يلي أرمينية وأذربيجان.
وذكر الهروي أنهما جبلان من وراء بلاد الترك.
وقيل : هما جبلان من جهة الشمال لينان أملسان، يزلق عليهما كل شيء، وسمي الجبلان سدّين لأن كل واحد منهما سد فجاج الأرض وكانت بينهما فجوة كان يدخل منها يأجوج ومأجوج.
وقرأ مجاهد وعكرمة والنخعي وحفص وابن كثير وأبو عمرو ﴿ بين السدين ﴾ بفتح السين.
وقرأ باقي السبعة بضمها.
قال الكسائي هما لغتان بمعنى واحد.
وقال الخليل وسيبويه : بالضم الاسم وبالفتح المصدر.