وقرأ الأعشى عن أبي بكر : فما اصطاعوا بالإبدال من السين صاداً لأجل الطاء.
وقرأ الأعمش : فما استطاعوا بالتاء من غير حذف.
﴿ قال : هذا رحمة من ربي ﴾ أي قال ذو القرنين والإشارة بهذا قال ابن عطية إلى الردم والقوة عليه والانتفاع به.
وقال الزمخشري : إشارة إلى السد أي ﴿ هذا ﴾ السد نعمة من الله و﴿ رحمة ﴾ على عباده أو هذا الإقدار والتمكين من تسويته.
قيل : وفي الكلام حذف وتقديره فلما أكمل بناء السد واستوى واستحكم ﴿ قال : هذا رحمة من ربي ﴾.
وقرأ ابن أبي عبلة هذه رحمة من ربي بتأنيث اسم الإشارة.
والوعد يحتمل أن يراد به يوم القيامة، وأن يراد به وقت خروج يأجوج ومأجوج.
وقال الزمخشري : فإذا دنا مجيء يوم القيامة وشارف أن يأتي جعل السد دكاً أي مدكوكاً منبسطاً مستوياً بالأرض، وكل ما انبسط بعد ارتفاع فقد اندك انتهى.
وقرأ الكوفيون :﴿ دكاء ﴾ بالمدّ ممنوع الصرف وباقي السبعة دكاً منونة مصدر دككته، والظاهر أن ﴿ جعله ﴾ بمعنى صيره فدك مفعول ثان.
وقال ابن عطية : ويحتمل أن يكون جعل بمعنى خلق وينصب فدكاً على الحال انتهى.
وهذا بعيد جداً لأن السد إذ ذاك موجود مخلوق ولا يخلق المخلوق لكنه ينتقل من بعض هيئاته إلى هيئة أخرى، ووعد بمعنى موعود لا مصدر.
والمعنى ﴿ فإذا جاء ﴾ موعود ﴿ ربي ﴾ لا يريد المصدر لأن المصدر قد سبق. أ هـ ﴿البحر المحيط حـ ٦ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon