أبا يوسف إني نظرت فلم أجد...
على الفحص رأياً صح منك ولا عقدا
وصرت حكيماً عند قوم إذا امرؤ...
بلاهم جميعاً لم يجد عندهم عهدا
قرن الحادا بدين محمد...
لقد جئت شيئاً يا أخا كندة إذا
تخلط يونانا بقحطان ضلة...
لعمري لقد باعدت بينهما جدا
والمذكور في كتب التواريخ أن ملوك اليمن إلى أن غلبت الحبشة عليها من أبناء قحطان.
وأورد على هذا القول في ذي القرنين أنه لم يوجد في كتب التواريخ المعتبرة سمي ابن عمير بن افريقيس في عداد ملوك اليمن والمذكور إنما هو شمر بصيغة فعل الماضي من التشمير بن افريقيس ولم يذكروا بينه وبين افريقيس عميراً وقد ذكر بعضهم فيه أنه ذو القرنين وقالوا : إنه يقال له شمرير عش لارتعاش كان فيه فلعل سمي محرف عن شمر وابن عمير محرف من يرعش، وقد ذكروا في أبيه افريقيس أنه غزا نحو المغرب في أرض البربر حتى أتى طنجة ونقل البربر من أرض فلسطين ومصر والساحل إلى مساكنهم اليوم وأنه هو الذي بنى أفريقية وبه سميت وكان ملكه مائة وأربعاً وستين سنة، وفيه أنه خرج نحو العراق وتوجه نحو الصين وأنه قلع المدينة التي تسمى اليوم سمرقند وقالوا : إنها معرب شمركند وإلى ذلك يشير دعبل الخزاعي بقوله يفتخر بملوك اليمن :
ا كتبوا الكتاب بباب مرو...
وباب الشاش كانوا الكاتبينا
هم سموا بشمر سمرقندا...
وهم غرسوا هناك النابتينا
إنما لقب بذي القرنين لذؤابتين كانتا له وكان ملكه على ما قال ابن قتيبة مائة وسبعاً وثلاثين سنة وعلى ما قال المسعودي ثلاثاً وخمسين سنة وعلى ما قال غيرهما سبعاً وثمانين سنة، ثم إن هذا لم يكن بأبي كرب وإنما الكنى به على ما رأيناه في بعض التواريخ أسعد بن كليكرب ويقال له تبع الأوسط ويذكر أنه آمن بنبينا ﷺ قبل مبعثه وفي ذلك يقول :
دت على أحمد أنه...
رسول من الله باري النسم
ومد عمري إلى عمره...
لكنت وزيراً له وابن عم