ومن فوائد ابن عرفة فى الآية
قال رحمه الله :
قوله تعالى :﴿وَءَامِنُواْ بِمَآ أَنزَلْتُ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَكُمْ...﴾.
قال ابن عرفة : الظّاهر أن المراد به تصديق ( الرّسل والإيمان بهم ) والمراد بقوله " وَأَوْفُواْ بِعَهْدِي " الإيمان بالله وتوحيده.
والعهد يوم ﴿أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ﴾ قيل لابن عرفة : الإيمان ( بالرسل ) يستلزم التوحيد ؟
فقال : الصحيح أن التوحيد واجب بالعقل لا بالسمع.
فقال الطيبي : هذا من عطف الخاص على العام ( أو من عطف الأخص على الأعم ) لأن الوفاء بالعهد مطلق.
قوله تعالى :﴿وَلاَ تكونوا...﴾.
دليل لمن يقول : إن الأمر بالشيء ليس نهيا عن ضده، لأنه داخل في ضمن قوله ﴿وَءَامِنُواْ﴾.
قال ابن عطية : وهذا ( من ) مفهوم الخطاب الذي المذكور فيه والمسكوت عنه حكمها واحد.
قال ابن عرفة :( بمعنى ) أنه يدل بمفهوم الموافقة، وهو مفهوم أحرى على ( النهي ) على كفرهم ( على الإطلاق ).
قال ابن عرفة : ليس هذا مفهوم الموافقة ( وإنّما هو فهم مثل الحكم ) المنطوق به في المسكوت عنه، ذكره ابن التلمساني في المسألة السابعة من باب الأوامر ( ونسبه ) إلى ظن وقطع.
قال الزمخشري : ومعنى الآية : ولا تكونوا مثل أول كافر به.
قال ابن عرفة : إنما قال ذلك لأن كفرهم به قد وقع في الوجود إما قبل كفر غيرهم أو بعده، فالنهي عنه من تكليف ما لا يطاق وهو ( عنده ) غير جائز فلذلك قدر المضاف.
قوله تعالى :﴿وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً...﴾.
عظم الآيات بالجمع والإضافة إليه إضافة تشريف وحقر الثمن بالإفراد، والوصف بالقلة، فهو حقير في قدره ( وفي صفته ). أ هـ ﴿تفسير ابن عرفة صـ ٢٦٨ ـ ٢٧٠﴾