الكتابان ترجما " فارقليطا" بمعنى أحمد ومحمّد، ثم أضاف الأستاذ : علماء النصارى كانوا مجمعين قبل ظهوره أن " فارقليطا" بمعنى " أحمد ومحمّد"، ولكن بعد ظهور محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم)، غيّروا هذا المعنى حفظاً لمكانتهم ورئاستهم وأوّلوه، واخترعوا له معنى آخر لم يكن على الإِطلاق هدف صاحب الإِنجيل.
سألته عما يقوله بشأن دين النصارى ؟ قال : لقد نسخ بمجيء الإِسلام، وكرر ذلك ثلاثاً، ثم قلت : ما هي طريقة النجاة والصراط المستقيم في زماننا هذا ؟ قال : إنما هي باتباع محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم).
قلت : وهل التابعون له ناجون ؟
قال : إي والله، وكرر ذلك ثلاثاً.
ثم بكى الأستاذ وبكيت كثيراً ثم قال : إذا أردت الآخرة والنجاة فعليك بدين الحق... وأنا أدع ولك دائماً، شرط أن تكون شاهداً لي يوم القيامة أنّي كنت في الباطن مسلماً، ومن أتباع محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم)... وما من شك أن الإِسلام هو دين الله اليوم على ظهر الأرض".
وكما يلاحظ فإن هذه الوثيقة الهامة تصرّح بما فعله علماء أهل الكتاب بعد ظهور نبي الإِسلام (صلى الله عليه وآله وسلم) من تحريف لتفسير اسم النّبي وعلاماته، تحقيقاً لمصالحهم الشخصية. أ هـ [ الأمثل حـ ١ صـ ١٨٨ ـ ١٩٠ ].