" فوائد لغوية وإعرابية "
قال ابن عادل :
قوله :" يَا بَنِي " منادى منصوب وعلامة نصبه الياء ؛ لأنه جمع مذكّر سالم، وحذفت نونه للإضافة، وهو شبيه بجمع التَّكسير لتغير مفرده، ولذلك عاملته العرب ببعض معاملة جمع التكسير، فألحقوا في فعله المسند إليه تاء التأنيث، نحو :" قالت بنو فلان "، وقال الشاعر :[ البسيط ]
قَالَتْ بَنُو عَامرٍ خَالُوا بَنِي أَسَدٍ...
يَابُؤْسَ لِلْجَهْلِ ضَرَّاراً لأَقْوَامِ
وأعربوه بالحركات أيضاً إلحاقاً له به، قال الشاعر :[ الوافر ]
وَكَانَ لَنَا أبُو حَسَنٍ عَليٌّ...
أَباً بَرًّا وَنَحْنُ لَهُ بَنِينُ
[ فقد روي بَنِينُ ] برفع النون، وهل لامه ياء ؛ لأنه مشتقّ من البناء ؛ لأن الابن من فرع الأب، ومبنيٌّ عليه، أو واو ؛ لقولهم : البُنُوًَّة كالأُبُوَّة والأُخُوَّة ؛ قولان.
الصَّحيح الأول، وأما البُنّوة فلا دلالة فيها ؛ لأنهم قد قالوا : الفُتُوَّة ولا خلاف أنها من ذوات " اليَاءِ ".
إلا أن " الأخفش " رجّح الثاني بأن حذف الواو أكثر.
واختلف في وزنه فقيل :" بَنَيٌ " بفتح العين، وقيل : بَنْيٌ _ بسكونها، وقد تقدم أنه أحد الأسماء العَشْرة التي سكنت فاؤها وعوض من لامها همزة الوَصْل.
و" إسرائيل " خفض بالإضافة، ولا ينصرف للعملية والعُجْمة، وهو مركّب تركيب الإضافة مثل :" عبدالله " فإن " إِسْرَا " هو العبد بلغتهم، و" إيل " هو الله تعالى.
وقيل :" إسْرا " هو مشتقّ من الأسْر، وهو القوّة، فكان معناه الذي قَوَّاه الله.
وقيل " إسْرَا " هو صفوة الله، و" إيل " هو الله.
وقال القَفّال : قيل : إن " إسرا " بالعبرانية في معنى إنسان، فكأنه قيل : رجل الله، فكأنه خطاب مع اليَهُودِ الذين كانوا بالمدينة.
وقيل : إنه أسرى بالليل مهاجراً إلى الله.
وقيل : لأنه أَسَرَ جِنِّنًّا كان يطفىء سِرَاجَ بَيْتِ المَقْدِسِ.
قال بعضهم : فعلى هذا يكون بعض الاسم عربيّاً، وبعضه أعجميّاً، وقد تصرفت فيه العرب بلغات كثيرة أفصحها لغة القرآن، وهي قراءة الجمهور.
وقرأ " أبو جعفر والأعمش " :" إسْرَايِل " بياء بعد الألف من غير همزة، وروي عن " وَرْش " " إسْرَائِل " بهمزة بعد الألف دون ياء، و" إسْرَأَل " بهمزة مفتوحة، و" إسْرَئِل " بهمزة مكسورة بين الراء واللام، و" إسْرَال " بألف محضة بين الراء واللام ؛ قال :[ الخفيف ]
لاَ أَرَى مَنْ يُعِينُنِي في حَيَاتِي...


الصفحة التالية
Icon