فصل


وقال القرطبى :
سورة مريم عليها السلام
وهي مكية بإجماع. وهي تسعون وثمان آيات
ولما كانت وقعة بدر، وقتل الله فيها صناديد الكفار، قال كفار قريش : إن ثأركم بأرض الحبشة، فأهدوا إلى النجاشي، وابعثوا إليه رجلين من ذوي رأيكم لعله يعطيكم من عنده من قريش، فتقتلونهم بمن قتل منكم ببدر ؛ فبعث كفار قريش عمرو بن العاص وعبد الله بن أبي ربيعة، فسمع رسول الله ﷺ ببعثهما، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم
وسلم عمرو بن أمية الضمري، وكتب معه إلى النجاشي، فقدم على النجاشي، فقرأ كتاب رسول الله ﷺ، ثم دعا جعفر بن أبي طالب والمهاجرين، وأرسل إلى الرهبان والقسيسين فجمعهم، ثم أمر جعفر أن يقرأ عليهم القرآن، فقرأ سورة مريم ﴿كهيعص﴾ وقاموا تفيض أعينهم من الدمع، فهم الذين أنزل الله تعالى فيهم ﴿وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ﴾ وقرأ إلى قوله :﴿الشَّاهِدِينَ﴾. ذكره أبو داود. وفي السيرة ؛ فقال النجاشي : هل معك مما جاء به عن الله شيء ؟ قال جعفر : نعم ؛ فقال له النجاشي : اقرأه علي. قال : فقرأ ﴿كهيعص﴾ فبكى والله النجاشي حتى أخضل لحيته، وبكت أساقفتهم حتى أخضلوا لحاهم حين سمعوا ما يتلى عليهم ؛ فقال النجاشي : هذا والذي جاء به موسى ليخرج من مشكاة واحدة، انطلقا فوالله لا أسلمهم إليكما أبدا ؛ وذكر تمام الخبر. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ١١ صـ ٧٤﴾


الصفحة التالية
Icon