وقال العلامة الكَرْمانى رحمه الله :
سورة مريم
٢٩١ - قوله ولم يكن جبارا عصيا ١٤ وبعده ولم يجعلني جبارا شقيا ٣٢ لأن الأول في حق يحيى وجاء في الخبر عن النبي صلى الله عليه و سلم ما من أحد من بني آدم إلا أذنب أو هم بذنب إلا يحيى ابن زكريا عليهما السلام فنفى عنه العصيان والثاني في عيسى عليه السلام فنفى عنه الشقاوة وأثبت له السعادة والأنبياء عندنا معصومون عن الكبائر غير معصومين عن الصغائر
٢٩٢ - قوله وسلام عليه يوم ولد ١٥ في قصة يحيى والسلام على ٣٣ في قصة عيسى فنكر في الأول وعرف في الثاني لأن الأول من الله تعالى والقليل منه كثير كما قال الشاعر... قليل منك يكفيني ولكن... قليل لا يقال له قليل...
ولهذا قرأ الحسن اهدنا صراطا مستقيما ١ ٦ أي نحن راضون منك بالقليل ومثل هذا في الشعر كثير قال... وأني لراض منك يا هند بالذي... لو أبصره الواشي لقرت بلابله...
... بلا وبأن لا أستطيع وبالمى... وبالوعد حتى يسأم الوعد آمله...
والثاني من عيسى عليه السلام والألف واللام لاستغراق الجنس ولو أدخل عليه التسعة والعشرين والفروع المستحسنة والمستقبحة لم تبلغ عشر معشار سلام الله عليه
ويجوز أن يكون ذلك وحيا من الله عز و جل فيقرب من سلام يحيى
وقيل إنما دخل الألف واللام لأن النكرة إذا تكررت تعرفت
وقيل نكرة الجنس ومعرفته سواء تقول لا أشرب ماء ولا أشرب الماء فهما سواء
٢٩٣ - قوله فاختلف الأحزاب من بينهم فويل للذين كفروا ٣٧ وفي حم الزخرف فويل للذين ظلموا ٦٥ لأن الكفر أبلغ
من الظلم وقصة عيسى في هذه السورة مشروحة وفيها ذكر نسبتهم إياه إلى الله تعالى حين قال ما كان لله أن يتخذ من ولد ٣٥ فذكر بلفظ الكفر وقصته في الزخرف مجملة فوصفهم بلفظ دونه وهو الظلم