قال الكسائي يقال قصا يقصو أي بعد وأقصاه الله وأقصى الشئ أبعده ٣٠ - وقوله جل وعز فأجآءها المخاض إلى جذع النخلة قال ابن عباس ومجاهد أي فألجأها المخاض قال الكسائي هو من جاء وجئت به وأجأته وهذا موافق لقول ابن عباس ومجاهد لأنه إذا ألجأها إلى الذهاب إلى جذع النخلة فقد جاء بها إليه قال زهير وجار سار معتمدا اليكم أجاءته المخافة والرجاء * والمخاض الحمل
قال أبو عبيد حدثنا عبد الرحمن عن سفيان قال مجاهد
كان حمل النخلة عجوة وقال غيره كان جذعا بلا رأس وكان ذلك في الالشتاء فأنبت الله له رأسا وخلق فيه رطبا وقال غيره أقامت ثمانية أشهر وتلك آية لأنه لا يولد مولود لثمانية أشهر فيعيش قال أبو اسحاق قوله تعالى فأجآءها المخاض إلى جذع النخلة يدل على طول المكث والله أعلم ٣١ - ثم قال تعالى قالت يا ليتني مت قبل هذا أي لو خيرت بين الموت وهذا لاخترت الموت ٣٢ - ثم قال جل وعز وكنت نسيا منسيا قال عكرمة أي حيضة ملقاة
والنسي عند أهل اللغة على ضربين أحدهما ما طال مكثه فنسى والآخر الشئ الحقير الذي لا يعبأ به وقرأ محمد بن كعب وكنت نسئا وقرأ نوف وكنت نسا وهو من نسأ الله في أجله أي أخره قال حماد بن سلمة قال لي عاصم كيف تقرأ فاجأها قلت أقرؤها فأجاءها فقا إنما هو فاجأ من المفاجأة ٣٣ - وقوله جل وعز فناداها من تحتها
كذا روى عن أبي بن كعب والبراء بن عازب وإبراهيم النخعي أنهم قرءوا من بالفتح وتأولوه على أنه عيسى عليه السلام وقرأ ابن عباس وعمرو بن ميمون والضحاك فناداها من تحتها وفسروه أنه جبريل ﷺ قال الضحاك كان جبريل أسفل منها فناداها من ذلك الموضع أن لا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا روى سفيان عن أبي اسحاق عن البراء قال السري الجدول والنهر الصغير وكذلك هو في كلام العرب قال لبيد * فتوسطا عرض السرى وصدعا * مسجورة متجاوزا قلامها *


الصفحة التالية
Icon