ونحو ذلك قراءة حمزة ﴿ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِىَّ ﴾ [ إبراهيم : ٢٢ ] بكسر الياء، والكاف إما رفع على الخبرية لمبتدأ محذوف أي الأمر كذلك وضمير ﴿ قَالَ ﴾ للرب عز وجل لا للملك المبشر لئلا يفك النظم، وذلك إشارة إلى قول زكريا عليه السلام، والخطاب في ﴿ قَالَ رَبُّكِ ﴾ له عليه السلام لا لنبينا ﷺ بدليل السابق واللاحق، وجملة ﴿ هُوَ عَلَىَّ حِينٍ ﴾ مفعول ﴿ قَالَ ﴾ الثاني وجملة الأمر كذلك مع جملة ﴿ قَالَ رَبُّكِ ﴾ الخ مفعول ﴿ قَالَ ﴾ الأول وإن لم يتخلل بين الجملتين عاطف كما في قوله تعالى :﴿ وَقَالَ اركبوا فِيهَا بِسْمِ الله مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبّى لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾ [ هود : ٤١ ] وقوله سبحانه وتعالى :﴿ قَالُواْ لَمَبْعُوثُونَ لَقَدْ وُعِدْنَا ﴾ [ المؤمنون : ٨٢، ٨٣ ] الآية وكم وكم، وجىء بالجملة الأولى تصديقاً منه تعالى لزكريا عليه السلام وبالثانية جواباً لما عسى يتوهم من أنه إذا كان ذلك في الاستبعاد بتلك المنزلة وقد صدقت فيه فإنى يتسنى فهي في نفسها استئنافية لذلك، ولا يحسن تخلل العاطف في مثل هاتين الجملتين إذا كان المحكي عنه قد تكلم بهما معاً من غير عاطف ليدل على الصورة الأولى للقول بعينها، وكذلك لا يحسن إضمار قول آخر لأنه يكون استئنافاً جواباً للمحكي له فلا يدل على أنه الاستئناف أيضاً في الأول إلا بمنفصل أما لو تكلم بهما في زمانين أو بدون ذلك الترتيب فالظاهر العطف أو الاستئناف بإضمار القول.