بصغيرة ولا بكبيرة ولا همَّ بأمراة، وقال مجاهد : كان طعام يحيى العشب وكان للدمع في خده مجار ثابتة ومن الشواهد في الحنان قوله امرئ القيس :[ الوافر ]
وتمنحها بنو شمجى بن جرم... معيزهمُ حنانك ذا الحنان
وقال النابغة :[ الطويل ]
أبا منذر أفنيت فاستبقِ بعضنا... حنانيك بعض الشر أهون من بعض
وقال الآخر :[ منذر بن إبراهيم الكلبي ] [ الطويل ]
فقالت حنان ما أتى بك هاهنا... أذو نسب أم أنت بالحي عارف
وقوله تعالى :﴿ وبراً بوالديه ﴾ الآية، " البر " الكثير البر.
و" الجبار " المتكبر كأنه يجبر الناس على أخلاقه والنخلة الجبارة العظيمة العالية. و" العصي " أصله عصوي فعول بمعنى فاعل. وروي أن يحيى بن زكرياء عليه السلام لم يواقع معصية صغيرة ولا كبيرة كما تقدم. وقوله ﴿ وسلام ﴾ قال الطبري وغيره، معناه وأمان، والأظهر عندي أنها التحية المتعارفة فهي أشرف وأنبه من الأمان لأن الأمان متحصل له بنفي العصيان وهي أقل درجاته وإنما الشرف في أن أسلم الله عليه وحياه في المواطن التي الأنسان فيها في غاية الضعف والحاجة وقلة الحيلة والفقر الى الله وعظيم الهول، وذكر الطبري عن الحسن أن عيسى ويحيى التقيا وهما ابنا الخالة فقال يحيى لعيسى : ادع لي فأنت خير مني. فقال عيسى : بل أنت ادع لي فأنت خير مني سلم الله عليك وأنا سلمت على نفسي.
قال القاضي أبو محمد : قال أبي، رضي الله عنه : انتزع بعض العلماء من هذه الآية في التسليم فضل عيسى بأن قال إذلاله في التسليم على نفسه ومكانته من الله التي اقتضت ذلك حين قرر وحكى في محكم التنزيل أعظم في المنزلة من أن يسلم عليه عليه السلام لكل وجه.