قال أنس : لم يخرج النبي ﷺ ثلاثاً، فأقيمت الصلاة فذهب أبو بكر يتقدم. فقال نبي الله ﷺ بالحجاب فرفعه فلما وضح وحه النبي ﷺ ما نظرنا منظراً كان أعجب إلينا من وجه النبي ﷺ حين وضح لنا. فأومأ النبي ﷺ بيده إلى أبي بكر أن يتقدم : وأرخى النبي ﷺ الحجاب فلم يقدر عليه حتى مات اه. هذا لفظ البخاري وقد جعل النبي ﷺ في هذا الحديث في مرض موته وقبل وفاته ﷺ بقليل إشارته إلى أبي بكر ان يتقدم ليصلي بالناس كنطقه له بذلك. لأن أبا بكر رضي الله عنه لما رأى النبي ﷺ كشف الحجاب نكص على عقبيه ليصل الصف، وظن أن النبي ﷺ خارج إلى الصلاة كما ثبت في صحيح البخاري في الباب المذكور آنفاً من حديث أنس، فأشار إليه أن يتقدم، وقامت الإشارة مقام النطق.
والحديث الخامس - جعل فيه النبي ﷺ الفتيا بإشارة كالفتيا بالنطق. وأيضاحه هو ما رواه البخاري في كتاب العلم ( في باب من أجاب الفتيا بإشارة اليد والرأس ) حدثنا موسى بن إسماعيل، قال حدثنا وهيب. قال حدثنا أيوب، عن عكرمة عن ابن عباس : أن النبي ﷺ سئل في حجته فقال :» ذبحت قبل أن أرمي فأومأ بيده قال : ولا حرج، قال حلقت قبل أن أذبح.