ولما تكلّمنا في قوله تعالى :﴿ فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَآ أَلاَّ تَحْزَنِي ﴾ [ مريم : ٢٤ ] استبعدنا أنْ يكون هذا النداء من جبريل، وقلنا : إنه نداء الوليد ؛ لذلك اطمأنتْ مريم وعَلِمتْ أنها أمام معجزة عُظْمى، ووثقتْ تمام الثقة أنها حين تُشير إليه سيتكلم هو ويردُّ عنها الحَرج مع قومها ؛ لأن الكلام ممَّنْ يقدر على الكلام لا يأتي بحجة تُقنِع الناس عن خلاف العادة، أما حين يتكلم وهو في المهد، فهذا يعني أنه معجزة خارقة للعادة، فإذا كان الوليد معجزةً فالمعجزة في أُمِّه من باب أَوْلَى. أ هـ ﴿تفسير الشعراوى صـ ﴾